أخبار EVs

المدى والثبات والصمت.. لماذا يجب على مالكي السيارات الكهربائية الاهتمام بـ الإطارات

في ظل الطفرة المتسارعة لـ السيارات الكهربائية (EVs)، لم يعد اختيار الإطارات مجرد قرارٍ ثانوي يقتصر على السعر أو العلامة التجارية المعروفة.

فقد غيّر الصمت المميز للقيادة الكهربائية قواعد اللعبة، محولًا ضجيج الطريق والإطارات إلى عاملٍ أساسي ومحور اهتمامٍ جديد لدى المالكين. لم تعد الإطارات مجرد جزءٍ يُستهلك، بل أصبحت عنصرًا جوهريًا يؤثر بشكل مباشر على تجربة القيادة، مدى السير، والأداء العام للسيارة الكهربائية.

قيمة الهدوء في عالم القيادة الصامتة

يعدّ الانتقال إلى سيارة كهربائية تجربةً كاشفة. فبمجرد اختفاء ضجيج محرك الاحتراق الداخلي، تبرز الأصوات الأخرى: ضجيج الطريق، صوت الإطارات وهي تدور على الأسفلت، وحتى همس الرياح. بالنسبة للكثيرين، تحولت أسطح الطرق الملساء إلى متعة، بينما أصبحت الأسطح الخشنة “عبئًا سمعيًا”.

هنا تكمن القيمة الأولى لإطارات السيارات الكهربائية: الهدوء. فبعد أن كان صوت الإطارات غير مسموع تقريبًا في سيارات الديزل والبنزين، أصبح الآن مصدرًا رئيسيًا للإزعاج أو للراحة. وقد استجابت شركات مثل ميشلان لهذا التحدي، حيث قدمت تقنيات متقدمة مثل “التقنية الصوتية” (طبقة من الإسفنج داخل الإطار لكتم الصوت) في إطارات مثل Pilot Sport، ونمذجة دقيقة لنمط المداس في Primacy 5 للحد من الضوضاء الناتجة عن الهواء.

الأداء.. ما وراء تماسك إطارات السيارات الكهربائية

تتطلب السيارات الكهربائية إطارات ذات مواصفات خاصة تتجاوز متطلبات السيارات التقليدية لثلاثة أسباب رئيسية:

الوزن الإضافي: تحمل السيارات الكهربائية وزنًا أكبر بكثير بسبب حزمة البطارية، مما يتطلب إطارات ذات قدرة تحمل أعلى.

عزم الدوران الفوري: يوفر التسارع المفاجئ للسيارات الكهربائية عزم دوران فوريًا يضع ضغطًا كبيرًا على الإطارات، مما يستلزم مستويات تماسك قوية دون إجهاد السطح.

إعادة توليد الطاقة (Regenerative Braking): تضيف عملية استعادة الطاقة أثناء التباطؤ إجهادًا إضافيًا ومختلفًا على الإطارات مقارنة بالفرملة التقليدية.

القيمة الاقتصادية.. المدى ومقاومة التدحرج

لعل القيمة الأكثر تأثيرًا في إطارات السيارات الكهربائية هي تحسين مدى السير، وهو ما يُترجم مباشرة إلى قيمة اقتصادية للمستخدم. يُعدّ تحسين مقاومة التدحرج للإطار عاملًا حاسمًا في هذا المجال.

وقد أثبتت التجارب الواقعية أهمية هذا العامل، فمثلًا، أظهرت إطارات ميشلان Primacy 5 تحسنًا ملحوظًا لدى أحد المستخدمين، حيث زادت مدى قيادته بنحو 10%. وتؤكد ميشلان أن هذا المنتج الجديد يحسن مقاومة التدحرج بنحو 5% مقارنة بالإصدارات السابقة، مما يجعله أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.

توضح هذه الأرقام أن اختيار الإطار المناسب ليس مجرد “كماليات”، بل هو استثمارٌ مباشر يقلل من تكرار الشحن ويزيد من فعالية السيارة الكهربائية.

تحدي الاستدامة وعمر الإطار

يمثل عمر الإطار تحديًا آخر، حيث تتآكل إطارات السيارات الكهربائية بشكل عام أسرع بنحو 20% من إطارات السيارات التقليدية بسبب وزنها وعزم دورانها.

هنا يتدخل الابتكار: لا يقتصر عمل مصنعي الإطارات على الضوضاء والأداء. بل يركزون على تطوير مواد تزيد من عمر الإطار مع الحفاظ على كفاءة الطاقة.

على سبيل المثال، تدعي ميشلان أن إطارات Primacy 5 الجديدة تحسن عمر الإطار بنحو 20%. بالإضافة إلى مسافة كبح أقصر (8% عندما تكون جديدة و13% عندما تكون مهترئة). مما يضيف طبقةً من الأمان والقيمة طويلة الأمد.

كما يتم التركيز بشكل متزايد على دمج المواد المستدامة في التصنيع.. مستلهمين من تحديات سباقات التحمل مثل لومان، حيث تعدّ متانة الإطار وكفاءته في استهلاك الوقود (أو الطاقة) أمرًا حيويًا.

الخلاصة

لم يعد الإطار قطعة مطاطية عادية؛ إنه مكون تكنولوجي حيوي يوازن بين متطلبات الهدوء، والأداء الرياضي، والمدى الأقصى. في عالم تتسارع فيه نسبة السيارات الكهربائية (حيث تبلغ حصتها في سوق أستراليا الجديدة أكثر من 35%، وأعلى من ذلك بكثير في أوروبا)، أصبحت الإطارات المتخصصة استثمارًا ضروريًا لتحقيق أقصى قيمة من تجربة القيادة الكهربائية: هدوء، مدى أطول، وأداء آمن. لقد أصبح اختيار الإطارات عملية معقدة وتكلفة أكبر، لكنها تعكس التطور المذهل الذي يدفع به العصر الكهربائي.

اقرأ:

شيفروليه بولت 2027 الجديدة أفضل في الشحن السريع, ولكن!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى